ويشير
الدكتور"عبد الباسط" إلى افتقاد الكثيرين لثقافة المحافظة على البيئة
المحيطة بنا؛ فالقاهرة مثلا محاطة بحزام من مقالب القمامة والتي يتم حرق
المخلفات فيها بدون أدنى رقابة من المسئولين المختصين، أو محاولة لفرز هذه
المخلفات واستغلالها عبر إعادة تدويرها.
ثقافة الاستبدال
وتناشد
الدكتورة "ماجدة عبيد" وكيلة معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين
شمس، بضرورة تقنين عملية التخلص من النفايات الإلكترونية، والعمل الدءوب
على إنشاء محارق متخصصة لها، مثل "محارق شركات البترول" فهي أروع مثال
لهذا الأمر؛ لأنها تراعي البعد البيئي المفترض اتباعه؛ وذلك طبقا
للاشتراطات التي حددها قانون البيئة رقم (4) لسنة 1994.
وتضيف
الدكتورة "ماجدة" بأن "ثقافة الاستبدال" هي السبيل الوحيد للحد من تراكم
الأجهزة التالفة في منازلنا؛ حيث إن بعض الشركات رفعت شعار: "استبدل جهازك
القديم بآخر جديد" في الكثير من دول العالم؛ لكي تتفرغ لمهمة التعامل مع
هذه النفايات بحرص شديد وبعيدا عن الإضرار بالبيئة، وهناك العديد من
التجارب الناجحة والتي تحرص العديد من دول العالم على تطبيقها لكي تتجنب
جميع المشكلات المتوقع حدوثها.
واستشهدت
الدكتورة ماجدة بقيام إحدى الشركات الكبرى في ألمانيا بالاستفادة من
"أحبار الطابعات التالفة"؛ وذلك عن طريق القيام بتحويل بلاستيك الحاويات
لـ "أوعية زرع سوداء"، كما أن عملية التدوير التي قامت بها الشركة تخضع
لإشراف المتخصصين والمسئولين حتى تتم على أكمل وجه دون الإضرار بالصحة، أو
التعرض لمشكلات قد يصعب التعامل معها فيما بعد.
وفى
إطار الاهتمام بهذا الموضوع في مصر، تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة
البيئة وجامعة عين شمس لعمل تصور آمن للتخلص من مخلفات الكمبيوتر، والقيام
بتطبيقه أيضا على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالجامعة والتي يتم تخزينها
حاليا بعد انتهاء صلاحيتها.
وينصح
الدكتور "طه عبد العظيم الصباغ" أستاذ مساعد الكيمياء البيئية بمعهد
الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، بنشر "ثقافة الفرز" المتمثلة في
إعادة استخدام المنتج الذي يحتفظ بصلاحيته، والقيام أيضا بتدوير الخامات
التي يتم استخلاصها من الجهاز التالف، ويرى أن هذه الثقافة يجب أن تتحول
لثقافة مجتمعية تطبقها جميع الأسر العربية، عبر آليات محددة ومراكز متخصصة
تقوم بالتخلص من تلك المخلفات وتدويرها من خلال تنسيق شامل بين الجهات
المعنية، ويجب على الشركات المنتجة للإلكترونيات أيضا بأن تتحمل
مسئولياتها البيئية كاملة تجاه المنتج، والتي تتمثل في رصد دورة الحياة
الكاملة منذ التفكير في عملية الإنتاج، وحتى مرحلة ما بعد التخلص الآمن له
وإعادة تدويره مرة أخرى