الجمعة, 2024-Nov-15, 0:47 AM

















» أقسام الموقع
أخبار محلية
اخبار عربية
أخبار عالمية
أخبار الرياضة
حوادث
تحقيقات
حصريات
صوتيات ومرئيات
أبحاث علمية
الاسرة والطفل
فن وأدب
تكنولوجيا وانترنت
طرائف وغرائب
المكتبة
» ...
الرئيسية » 2011 » يونيو » 2 » د/عونى قنديل
10:03 AM
د/عونى قنديل
آليات تفعيل دور الشرطة في سياق علاقتها بالبناء الاجتماعي 
نعلم جميعاًأن معظم الدول والأنظمة تسعى اليوم إلى تحقيق مزيد من مظاهر الأمن الشامل في بنيتهاالوطنية والاجتماعية، وفي علاقات الناس بعضهم ببعض، تفادياً لما قد يطرأ من مفاجآت قد تخل بأمنها واستقرارها، وتؤثر في حاضرها ومستقبلها. ولكل نظام أسلوب ومنهج فيما يسعى إلى تحقيقه.. وقد فرض مصطلح شرطة المجتمع أو الشرطة المجتمعية فيالفترة الأخيرة نفسه باعتباره أسلوباً ناجحاً لمواجهة الجريمة بكل أشكالها ، و لكون هذا المفهوم هو القادر على تحقيق الأمن بمفهومه الحديث وبكل أبعادهالمختلفة لأنه يعنى تفجير طاقات الأفراد واستنفار قدراتهم لتحقيق الأمن بحيث يشاركفيه الجميع وتتضافر فيه الجهود لتصبح مسئوليه تحقيق الأمن مسئولية وطنية يكون فيهاشعار الأمن مسئولية الجميع واقعاً معاشاً
إن هذا التعاون الأمني بين الشرطة والمجتمع، لابد أن يؤطر ليتم عبر آليات قانونية يعمل الجميع بموجبها، فهنالك الكثير من الدول من قطعت أشواطاً كبيرة في مجال دمج جهود المجتمع وتعاونه لصالح أعمال الشرطة و في أدبيات الشرطة في الدول التي تنفذ هذه الفكرة السامية, هنالك تأكيدات تشير إلى أن مستوى فعالية وتنظيم شرطة المجتمع, يحدد فعالية نتائجها. وحينما تعمل أجهزة الشرطة على دمج جهود المواطنين مع جهود أفراد الشرطة والاستفادة منهم ضمن إطار واضح, تحكمه فلسفة أمنية محددة المعالم لها إستراتيجية معتمدة وممولة ولها أهداف محددة وإجراءات عمل مرنة وخطط مستمرة فإن التوفيق والنجاح سوف يكون حتما حليفها
و عليه فشرطة المجتمع أو الشرطة المجتمعية ليست إلا عملاً تعاونياً منظماً تشترك فيه أطراف من السكان أفراداً ومؤسسات، مع أقسام وإدارات الشرط في مدنهم وأحيائهم السكنية، لتحقيق مستويات أفضل في مجال الأمن، و من الأولويات في الشأن الأمني، أن يسهم المجتمع مباشرة في تحديد المشكلات الأمنية، ثم المساهمة بالعمل على تقديم الحلول لها ففي إطار هذه العلاقة يصبح الأمن معززاً و قوياً
و ما يحدد الفرق بين جهاز شرطة وآخر، في تحقيق مستويات محترمة من الأمن، هو مدى ما يتحقق لهذه الشرطة أو تلك، من قيادات قادرة على إدراك أبعاد الأمن، وما يتطلب تحقيقه من مفاهيم فلسفة الأمن، التي يجب أن تختلف معطياتها من بيئة إلى أخرى ، فلا يمكن أن يتحقق الأمن في مدينة مزدحمة بالسكان، بنفس الأساليب التي يتحقق بها في القرى والضواحي، أو أيضاً في بيئات أخرى مختلفة، و في ذلك، تبرز الفروق في وعي وكفاءات القائمين على وضع وتنفيذ خطط الأمن ، كما أن فن قيادة الرجال والتأثير فيهم ، ومهارة التعامل مع المجتمع، والمقدرة على حسن تسخير الموارد وتوازن استخدامها في خدمة الأمن، عناصر مهمة لمضاعفة نتائج أي جهود أمنية
إنه حين يتم دمج جهود أفراد المجتمع في منظومة الشرطة، فإن ذلك يستوجب تغيير طبيعة الأعمال الميدانية للشرطة ، و أعمال القيادة والسيطرة ، لأن هذا النوع من التعاون الاجتماعي الأمني لا شك أنه يعتمد أولاً وقبل كل شيء على السرعة في البلاغات، و كذلك دقة المعلومات و وضوحها أيضاً حتى تصبح تصورات القائمين على توجيه الأمن أقرب إلى الواقع وكلما كانت أدوار المواطنين نشطة ومتفاعلة كلما عمت الفائدة وانتشر الإحساس بأن الأمن مسؤولية الجميع وعبر شرطة المجتمع تصبح حراسة المناطق والسهر عليها واليقظة فيها وتحليل أوضاعها وكشف المشتبه فيها شأن يهم الجميع مما سوف يوجد عامل ردع قوي في وجه مخالفي النظام ، الأمر الذي يزيد من أمن المجتمع وتماسك أبنائه
و رغم تأثير المعطيات العاطفية والفلسفية لإثارة اهتمام المواطنين وكسب ودهم بالتالي تعاونهم وتفهمهم لأدوار الشرط في حماية المجتمعات وما تحتاجه من تعاون الجميع إلا أن ذلك كله يبقى في نظرنا غير كافي ما لم تحول العملية التعاونية إلى ما يشبه التنظيم المؤسسي القائم على فلسفة أمن خاص للتكافل الاجتماعي الأمني عبر خطط طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى و التي كلها لا بد لها أن تنطلق من آليات عمل واضحة وفيها وصف دقيق لطبيعة الأنشطة ومجالات التعاون المطلوبة من المواطنين وذلك كله طبقاً لقوانين ولوائح تنفيذية
هنالك الكثير من التجارب والدروس المستفادة في مجالات الشرطة المجتمعية يمكن أن تستفيد منها الشرطة الجزائرية إن قررت العمل عبر هذا المفهوم و التي لا بد لها أن تنطلق من محاور أساسية متكاملة هي على النحو التالي : 
فالمحور الأول هو مجالات التوعية الشاملة و المدروسة للمجتمع كله عن مفهوم الشرطة المجتمعية و الأدوار المطلوبة من المجتمع، بشرط أن تتم هذه التوعية عبر برامج مكثفة و مستمرة
المحور الثاني فهو خاص بأفراد المجتمع غير الشرطة القادرين على التطوع بوقتهم وجهودهم للتعاون بأشكاله المطلوبة والمتاحة و يتم تدريب المتطوعين و توجيههم عبر برامج وندوات ودورات مستمرة و عبر تزويدهم كذلك بالمعلومات و في بعض الحالات يزودون بوسائل لها علاقة بشؤون الأمن مثل وسائل الاتصال أو الإنذار المبكر
المحور الثالث يوجه لتدريب المنتسبين لجهاز الشرطة ليتمكنوا من فهم و تطبيق آليات هذا التعاون بكفاءة عالية و احترافية فالتعاون مع المواطن المتطوع لتنفيذ مسؤوليات أمنية عملية تختلف في فلسفتها كثيراً عن التعاون الرسمي بين رجال الشرطة مع بعضهم البعض . 
عوقات التعاون بين الشرطة و المجتمع
نشير في هذا السياق إلى أن عملية التحول من الشرطة التقليدية إلى الشرطةالمجتمعية سوف يلقى الكثير من المعوقات و الصعاب كما سوف لن تسلم هذه العملية من الانتقادات التي لا يمكن التغاضي عنها، و تكمن هذه المعوقات في نوعين النوع الأول يأتي من جانب الشرطة و النوع الثاني هو من جانبالمجتمع
قد أكدت تقريبا كل الدراسات الأمنية أن آليات خلق نوع من الشراكة الفعالة بين الشرطة و المجتمع ، تختلف حسبثقافة كل مجتمع و ظروفه الاجتماعية و الاقتصادية و يمكننا تقسيم تلك الآليات إلى آلياتخاصة بالمجتمع وآليات خاصة بجهاز الشرطة .
فبالنسبة للآليات الخاصة بالمجتمع فهي تلك التي يسهم بها المجتمع من خلال إشراك أفراد المجتمع من غير الشرطة في عملية منع الجريمةو مكافحتها ، و منها كذلك العمل على نشر الثقافة الأمنية والتي تهتم بنشر الوعي الأمني و ما هي وسائل تحقيقه ودعم الجمعيات النشطة في المجال الأمني
أما فيما يتعلق بالآليات الخاصة بجهازالشرطة فإنها تتعلق بالفجوة في الأداء بين النظامين والاعتراف بالحاجة للتغييروخلق المناخ المناسب و العمل على تشخيص المشكلة و السعي للتعرف على استراتيجيات بديلة تتجه في الأساس نحو سياسة كفيلة بتحقيق كفاءة أكثر و فاعلية أعلىفي مكافحة الجريمة
إن بناء جهاز شرطة يعمل وفقا لهذا المفهوم يتطلب الكثير من التغيرات التيلا تقتصر على إعادة هيكلة الجهاز فقط بل التغيير في الإجراءات و السياسات الشرطيةأيضا لذلك فأن التغيير سيواجه بالكثير من الانتقادات والمعوقات لذا لا يجب صرف النظر عنها لأنها سوف تؤثر حتما على النجاح في تطبيق الفلسفة الجديدة
لبأس هنا من الإشارة و لو بصورة موجزة لأبرز المعوقات التي من شأنها أن تحول دون خلق جهاز شرطة وفقا لهذا المفهوم و التي هي معوقات صادرة من الجانبين ، الشرطة من جهة و الجمهور أو المجتمع من جهة أخرى .
بالنسبة للمعوقات التي تصدر من جهاز الشرطة فتتمثل في غياب الهدف المشتركوالاختلاف في اللوائح و التنظيمات حيث انه من ضمن أهداف جهاز الشرطة كسب رضا الجمهورإلا أن الممارسات العملية عكس ذلك كما أن الاختلاف والازدواج في الأوامر يؤدي إلىخلل في الأداء و كذلك ضعف عملية الاتصال و المركزية في اتخاذ القرار التي تفقدجهاز الشرطة احد شعاراته مع تدني المعنويات لرجال الشرطة فهو من أكثر الموظفين عرضهللضغوط الاجتماعية و العملية و عدم وضوح الوعي لدى أفراد الجهاز و عدم فهمهم للفكرةو شعورهم بأن هذا سوف ينقلهم من رجال شرطة إلى موظفي شئون اجتماعية ، و هناك كذلك التغييرات التنظيمية والخوف من فقدان السيطرة و الخوف منالمجهول حيث أن رجال الشرطة يحبون الاحتفاظ بالصلاحيات و السيطرة على المجال الأمنيو لا يفضلون على الإطلاق الاختلاط بعملهم مع المدنيين وخاصة في العمل الأمني
أما فيمايتعلق بالمعوقات التي تحدث من جانب الجمهور نجد أنها تتمثل في تعارضالمصالح لشئون بعض أفراد الجمهور حيث أن هذا التحول سوف يؤدي إلى تعارض مع مصالحالبعض والشعور بعدم المصداقية وهذا ناتج عن احتفاظ الجمهور بالتجارب السابقة معالجهاز وتفكيك البنية الاجتماعية وذلك نتيجة للتغيرات السريعة والمفاجئة التي تمربها المنطقة مما أدى إلى وجود خلل في أنظمة المجتمع فاوجد ظاهرة إغراق اجتماعي وهددبشيوع الجريمة وذلك سوف يعطل نظام الشرطة المجتمعية.
خلاصة

خلاصة القول: إن جوهر الوظيفة الأمنية للشرطة خدمة المواطن كما أن الشعور بالمسؤولية والوعي بأهمية دور المواطن في استقرار المجتمع هما الخطوة الهامة المتصلة بالعمل الأمني لسلامة المجتمع، فعلى المواطن دور كبير وهام في دعم ومساندة جهود الدولة ورجال الأمن للوقوف جنباً إلى جنب مع الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم فداء لهذا الوطنو عليه فإن قمة نجاح هذا التعاون تكون بتخطي هذه المعوقات ، و تتم كذلك حين يدرب المواطنون المتعاونون مع رجال الشرطة و الأمن بوجه عام ، تدريباً مشتركاً على إجراءات أمنية محددة، تضمن وحدة المفاهيم، وتمكن الجميع من القدرة على الوصف والتخاطب بأساليب اتصال معتمدة ومحددة

و في مجالات التدريب المشترك، لابد من ترشيد مقدرة المواطنين، لتقييم حالة الأمن بصفة عامة ، و التمييز و التنبؤ في حالات معينة، و بتراكم الخبرة عبر التدريب والإرشاد والتقويم للأدوار التعاونية، يتمكن المواطن من حسن تحليل واقعة معينة، واختيار الأسلوب الأمثل لسرعة إيصال المعلومة إلى الجهة الأمنية، و هكذا تتراكم إيجابيات الشرطة المجتمعية، عبر تعاظم أدوار المجتمع الأكثر إدراكاً، والأكثر تعاوناً مع الشرطة، لصالح الأمن العام والأمن الوطني

الفئة: أبحاث علمية | مشاهده: 403 | أضاف: ala5bar | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 2
2 Ovhexr  
0
purchase lipitor sale <a href="https://lipiws.top/">buy generic lipitor online</a> purchase atorvastatin online

1 Upvumc  
0
brand lipitor 10mg <a href="https://lipiws.top/">lipitor where to buy</a> buy lipitor 20mg without prescription

الاسم *:
Email *:
كود *:
» د/عوني قنديل
» تواصل معنا...
» ...
قيم موقعي
مجموع الردود: 41
آخر اخبار الصحف والمجلات والجرائد العربية
اضغط على علم الدوله لتصفح حرائدها
صحف وجرائد ومجلات عربية مصر ليبيا تونس الجزائر المملكة العربية السعودية فلسطين البحرين العراق الأردن عمان المغرب الكويت لبنان موريتانيا اليمن الإمارات العربية المتحدة سوريا السودان قطر
 


Copyright MyCorp © 2024