بعض من ذهب إلى ميدان التحرير لتلتقط له صورة، أو ليجرى معه حوار، أو ليحتسى
الشاى، أو ليشاهد ما يحدث، وحتى بعض من جبن عن الذهاب للميدان لكنه ركب موجة
الثورة، يصرخون: الوفاء لدماء الشهداء، لا تضيعوا دماء الشهداء..
بل وطالب
بعضهم بإلغاء الاستفتاء وتأجيل الانتخابات وفاء لدماء الشهداء، ومن شدة تأثير الآلة
الإعلامية ظن المراقبون للمشهد المصرى من بعيد أنهم التيار الغالب، ولم يفيقوا إلا
على موافقة أكثر من 77% على التعديلات الدستورية.
وفى ظل هذه الظروف
المتشابهة، أستأذنكم لأجرى حوارا مع شهداء ثورة 25 يناير لمعرفة رأيهم فى هذه
القضية التى تشغلنا جميعا.
ـ شهداءنا الأبرار: هل تقبلون بعد كل هذه التضحية أن
يحرم أهلكم وشعبكم الطيب من حق اختيار ممثليه أو أن تؤجل انتخاباته؟
*
ولأنهم أعظم منا تضحية، وأبعد منا نظرا، فقد قالوا بدمائهم ما عجزنا عن قوله 30
عاما بألسنتنا، فلم يتسرعوا فى الإجابة وسألوا: لماذا؟
أبحث عن مبرر مقنع، فلا
أجد، فأقول: لأن الظروف الأمنية لا تسمح.
* ينظر إلى الشهداء باستخفاف ويقولون:
نحن لم نخش الديكتاتور ووزير داخليته وأمن دولته وقناصته، وأنتم تخافون من فلول،
مجرد فلول النظام السابق، عيب عليكم، ابحث عن مبرر آخر.
ـ وجدتها: السادة
السياسيون لم يستعدوا للانتخابات جيدًا.
* الشهداء: لماذا؟
ـ أظنهم مشغولين
بالظهور فى البرامج الفضائية أو كتابة المقالات فى الصحف.
* الشهداء: ولماذا لم
يستعدوا من قبل؟
ـ كانوا عاجزين فى ظل النظام القمعى السابق.
* الشهداء: هل
تصدق مثل هذه الشماعات؟!، ألم يكن غيرهم يعمل رغم تعرضه للاعتقال والمحاكمات
العسكرية؟!، الذى عجز عن العمل واستعذب الكلام أو استرزق من وراء الكلام فى الغرف
المكيفة لن يعمل أبدا، وسيطالب بتأجيل الانتخابات إلى ما لا نهاية.
ـ إنهم
يحاولون الضغط على الجيش بشتى السبل، ويزينون له البقاء فى السلطة..
* الشهداء:
لقد شارك الجيش المصرى البطل فى الثورة متلاحما وجزءا من شعب مصر، وحين هتف الشعب
(واحد اتنين الجيش المصرى فين) كان هذا تفويضا ضمنيا للمجلس العسكرى ليتسلم صلاحيات
الرئاسة، وأكد الشعب هذا التفويض حين وافقت أغلبيته على التعديلات الدستورية التى
طرحها المجلس العسكرى، ونظن أن جيشنا الحبيب وقيادته الواعية لن تستجيب ـ مهما حدث
ـ للمحاولات المستميتة التى يقوم بها من يحاولون فرض وصياتهم على الشعب.
ـ لكنهم
الأعلى صوتا فى الصحف والمجلات والفضائيات، ويتمسحون فى دمائكم.
* الشهداء: إننا
لم نضحِ بدمائنا الزكية وأرواحنا الطاهرة من أجل هؤلاء، بل من أجل شعبنا الطيب،
أبلغ الجميع باسمنا:
ـ لا، لتأجيل الانتخابات البرلمانية المصرية
ـ لا،
لإقصاء الشعب عن اتخاذ قراره بنفسه وحقه فى اختيار ممثليه الحقيقيين
ـ لا،
للالتفاف على قرار الأغلبية التى قالت نعم فى استفتاء التعديلات الدستورية
ـ لا،
لغياب مجلس رقابى وتشريعى ينوب عن الشعب
ـ لا، لدستور جديد إلا من خلال لجنة
يشكلها نواب الشعب المنتخبون
ـ لا، لاستمرار حالة الفلتان الأمنى
ـ لا،
لتعطيل عجلة الإنتاج وتخريب الاقتصاد
ـ لا، لخفافيش الظلام المنتفعين من الحكم
الفردى الاستبدادى
ـ لا، للمتحدثين باسم الشعب ولم ينتخبهم أو يفوضهم أحد
ـ
لا، للإعلام المُمَول المُضَلِّل الذى يخرب
ـ لا، لكهنة الأنظمة السابقة وكتاب
خطاباتهم الذين جلبوا على مصر الخراب
ـ لا، للأحزاب الكرتونية التى لا رصيد لها
فى القلوب أو الشارع
ـ لا، للسياسيين شركاء وعملاء وصنيعة أمن الدولة
السابق
ـ لا، لتدخل رجال أعمال النظام السابق فى حياتنا السياسية
ـ لا، لعودة
الديكتاتورية والاستبداد والفساد السياسى
ـ لا، لمحاولات البعض تكرار خيبة يوليو
1952م
ـ لا، لراكبى موجة الثورة والثورة منهم براء
ـ لا، لتضييع دماء شهداء
الثورة