الرئيس السابق حسنى مبارك
كتبت /سهام حسن
ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن الاحتقانات التى
نشبت بين مئات ممن وصفتهم "بالمتشددين الإسلاميين" والأقباط المسيحيين فى
أحداث إمبابة الأخيرة، والتى أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 200
شخص، وحرق كنيستين، مثلت أكبر تهديد حتى الآن يواجه ثورة الغضب، والمتمثل
فى تفاقم العداء الدينى بين عنصرى الأمة.
وقالت الصحيفة، إن التحدث عن أى احتقانات بين الأغلبية المسلمة والأقباط
كان محرما طيلة عقود، لاسيما وأن الكثير من المسلمين يرفضون الاعتراف بعدم
وجود تناغم بينهما، غير أنه خلال الأعوام القليلة الماضية، زاد معدل العنف
بين الجانبين خاصة فى جنوب مصر، حيث تعيش الكثير من المجتمعات المسيحية
جنبا إلى جنب مع المسلمة.
ورأت "لوس أنجلوس تايمز"، أن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك اعتمد على
تقسيم المصريين، فضلا عن أن السلطات حافظت على بحرص على وضع متقلب بين
المسلمين والأقباط، فى الوقت الذى تظاهرت فيه بعدم وجود أى احتقان دينى،
وعندما كان ينشب صراعا بينهما كانت التسوية القبلية هى الحل بعيدا عن
مراكز الشرطة، التى ألقى مسئولوها بطائلة اللوم على أحقاد فردية أو أيدى
أجنبية، وتمكن مبارك من التلاعب بتهديد المتشددين الخارجى لإقناع الغرب،
الذى لطالما انتقد ملف حقوق الإنسان، بأنه حليف فى مكافحة الإرهاب.
ورغم ذلك، أضافت الصحيفة، شعر الأقباط بالأمن فى ظل عهد الرئيس السابق،
الذى أحكم قبضته على الإسلاميين، سواء جماعة الأخوان المسلمين أو السلفيين
والجهاديين الأكثر تشددا، وشعر الأقباط بالقلق البالغ بعد انتهاء الثورة
التى استمرت لمدة 18 يوما وانتهت بالإطاحة بنظام الرئيس مبارك حيال إطلاق
العنان للأصوات الإسلامية المتشددة، مما سيؤدى إلى اندلاع المزيد من
المشكلات، وما حدث مؤخرا يبرر هذه المخاوف.