سبعة شهداء سقطوا في قنا.. وشهيد علي حدودنا.. وعدد كبير من المصابين.. كيف نستطيع التفريق بين الدم المصري الذي سال في ليلة عيد الميلاد وذلك الدم الذي سال علي الحدود برصاص حماس الغادر. إن نقطة واحدة من دماء مواطن مصري أغلي من الدنيا كلها. إن رصاص الغدر الذي أساء للإسلام والمسلمين وأصاب إخواننا الأقباط في ليلة عيد الميلاد لايختلف عن الرصاص الغادر الذي خرج من رشاشات حماس ليستقر في قلب شاب مصري في العشرينيات من عمره، علينا جميعا أن ندعو الله عز وجل أن يزيل الغمة وأن يعيد إلينا رشدنا ونعرف أن الدم المصري ليس رخيصا.. علينا أن نستعيد أمجاد وطننا الغالي ونحتمي بمصر بعيدا عن الاشاوس والمتاجرين بالشعارات. لقد شبعنا شعارات وهتافات.. شبعنا من هؤلاء الذين جعلوا من مصر والمصريين عدوا لهم وتركوا العدو الصهيوني يعربد في أراضيهم. علينا أن نتخلص من الكراهية وندرك أنه لافرق بين مسلم وقبطي.. فنحن أبناء وطن واحد ومصير واحد والعدو الذي يتربص بنا لن يفرق بين مسلم وقبطي، بين كنيسة ومسجد.
و بأي ذنب قتلوك يا ولدي؟!
بأي ذنب قتلوك يا ولدي؟ ماذا فعلت كي يمتد رصاصهم إليك بدلا من أن يمتد إلي صدور الصهاينة؟ أضاعوا أحلامك وأهدروا دمك وتركوا الحسرة والألم علي وجوه كل المصريين.. قلوبنا مع اهلك وأصدقائك وعشيرتك في محافظة بني سويف ومصر كلها. كم مرة سقط شهيد مصري برصاص حماس؟! كم مرة حاول الحمساويون اختراق حدودنا؟ كم مرة تجرأ هؤلاء علينا وعلي جنودنا وحدودنا؟ هل تذكرون الملثمين؟ هل تذكرون اجتياح الجرارات والبلدوزرات التابعة لحماس علي حدودنا؟ هل أصبح الجهاد فقط علي حدودنا المصرية؟ هل أصبحنا «العدو» للحمساويين وأصبح الصهاينة اصدقاء؟!! إن تلك الاسئلة كلها تؤكد أن بناء الجدار لم يكن كما يزعم الجهلاء لحصار غزة، بل لحمايتنا من الحمساويين الذين يستغلون الصبر المصري ويستغلون المعاملة الجيدة، لقد تسللوا بالعشرات في يناير 2006 ولم يستطع جنودنا فتح النار عليهم، رفضوا أن يستخدموا حقنا الشرعي في حماية حقوقنا، واعتبروا ذلك ضعفا أو خوفا في حين كان رفضا لقتل الاشقاء الصغار حتي ولو اخطأوا وتجرأوا علينا. ماذا فعل هذا المجند المسكين "أحمد شعبان أحمد جابر" مواليد أكتوبر 1987 والحاصل علي دبلوم زراعة..من قرية منشأة طاهر مركز اهناسيا ببني سويف " ماذا فعل كي تنطلق رصاصات حماس إلي قلبه؟ ماذا فعل سوي أنه كان يؤدي واجبه في حماية حدودنا من جحافل الحمساويين الذين تم تحريضهم ضدنا وضد حدودنا؟ لقد وقف قادة حماس يحرضون المتظاهرين في غزة ضد المصريين ويرددون الهتافات القذرة التي تسب مصر والمصريين. وكانت النتيجة سقوط شهيد مصري جديد مثل غيره ممن سقطوا من قبل وبرصاص رجال حماس.. وبتحريض من قادة حماس..هؤلاء القادة "الشيك"الذين لا تطالهم رصاصات العدو ولن تطالهم، وبقاؤهم مرهون ببقاء الصهاينة والعكس صحيح، إن هؤلاء المتعطرين والذين تراهم أمام الفضائيات آخر شياكة سيظلون في مواقعهم حتي ينتهي الشعب الفلسطيني تماما... إن بقاء اسرائيل وتنكيلها بالشعب الفلسطيني والعربي أصبح مرهونا ببقاء هؤلاء الحنجوريين. فماذا خسروا؟ ماذا خسروا؟ ماذا خسرت حماس؟ هل سمعتم عن ابن أو زوجة أو طفلة لواحد من هؤلاء استشهدت تحت القصف؟ هل رأيتم أبناء هؤلاء القادة بين صفوف المقاتلين؟ إن حماس التي تستمتع بإمارتها الإسلامية في غزة لا تري فيما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من تهويد القدس الشرقية ومحاولة الغاء اسم فلسطين عليها وحملات الطرد لسكان القدس والبناءات قرب المسجد الأقصي واقامة مئات المستوطنات علي الأراضي الفلسطينية المحتلة ما يستحق النضال أو المقاومة، لكنهم مشغولون بمصر والمصريين وبالحدود المصرية وبالمقاومة ضدنا وليس ضد الصهاينة! وسوف ينتهي الشعب الفلسطيني كله وسيبقي اسماعيل هنية ويبقي خالد مشعل والزهار وكل الذين يتاجرون بالدم الفلسطيني. كما سيبقي كل السادة القادة الشيك المتعطرين الرافضين لأي مبادرات لوقف العدوان... كما ستبقي اسرائيل وكما سوف تستمر المجازر.. ويتكرر نفس السيناريو حتي آخر العمر.